Saturday, July 7, 2007

ما غشاء البكارة

غشاء البكارة هو غشاء رقيق يقع في الجزء الأسفل من القناة المهبلية عند الأنثى.
إن الإنسان، في خلقه المبكر، انقسم إلى ثلاث طبقات، ثم بدأت هذه الطبقات في التحوّل إلى الأعضاء المختلفة، كما بدأت أيضاً الانضمام سويا لتكوين كيان جسدي واحد وهو جسم الإنسان، الذي تجلّت عظمة الخالق في إعجاز تكوينه، ومن ضمن هذه الطبقات الطبقتان الخارجية والداخلية اللتان تلتحمان عند الثلث السفلي للقناة المهبلية، ثم يحدث ما يُسمّى بالتفريغ لطبقة الالتحام التي نتج عنها هذه الفتحة أو الفتحات في غشاء البكارة، التي تسمح بمرور دم الحيض عند الفتاة البالغة والإفرازات الأخرى، ويختلف سُمك غشاء البكارة حسب عِدة عوامل أهمها العوامل الوراثية والجنس (الجنس هنا بمعنى الجنس الأبيض أو الأصفر أو الأسود....)، ولكن في نفس الوقت لا يوجد ما يُسمّى بالغشاء السميك للدرجة التي يستحيل معها الجماع، وهنا أريد أن أُشير إلى حقيقة علمية مهمّة للغاية، وهي أن غشاء البكارة لا يحتوي على أعصاب على الإطلاق، وعلى ذلك فهو غير قادر أصلاً على الإحساس بالألم، عكس ما يعتقده البعض وخاصة الفتيات أن عملية الجماع الأولى مؤلمة بسبب فض غشاء البكارة، ولكن هذا الغشاء الرقيق بريء من هذه التهمة فلا هو بهذه القوّة التي تتصدّى للعضو الذكري حال الجماع، ولا هو يحتوي على أعصاب تمكّنه أصلاًً من الإحساس بالألم، أمّا عن مكانه تحديدا فهو أيضا يختلف حسب كل فتاة، فهناك الفتاة الطويلة، والأخرى القصيرة، والثالثة المتوسطة الطول، ولكنه يقع في المتوسط على بُعد 1.5 إلى 2.5 سـم من الفتحة الخارجية للمهبل.
وهنا أقول غشاء البكارة هو نسيج حي -برغم رقته- وبما أنّه نسيج حي فهو بالطبع يتغذّى بالدماء، ولكن القاعدة في خلق الانسان هو أن الأنسجة كلّما زادت رقتها تغذّت على أوعية دموية أدق وأرق، وهي الشعيرات الدموية التي تعبر جسم الغشاء ومن ثم فإنها تنقطع، ولكن كونها تنزف أو لاتنزف، فهذا يرجع إلى عددها، وقطرها، والمكان الذي حدث فيه القطع أو الفض، وكون هذه الشعيرات قد انكمشت أم لا، فإذا كانت قد انكمشت، قلّ معدّل الدم الذي يخرج منها حتى إنه قد يكون مجرد إفرازات مدممة، أو قد لا تلحظ على الإطلاق، وإن لم تكن قد انكمشت فيمكن أن يكون الدم عبارة عن بضع نقاط، وهذا هو الحد الأقصى الذي يمكن أن يلاحظ ما دام الجماع قد تم بشكل صحيح وخال من العنف، وهذا هو الوضع الطبيعي الذي يجب أن تتم عليه هذه العلاقة الحسية الحميمة.
هل كمية الدم التي تنزفها الفتاة بعد فض غشاء البكارة كثيرة أم عادية؟ أم أنها مختلفة النسب؟
إن الإجابة على هذا السؤال تسعدني حقاً، فسوف يتسنى لي أن أعرض بعض المعلومات المفيدة لكل من الشباب والفتيات، فتهدأ نفوسهم بالمعرفة بإذن الله.. أما بالنسبة للنزف الناتج عن فض غشاء البكارة لدى الفتاة، فهو يختلف باختلاف نوع غشاء البكارة لديهن، فهناك سبعة أنواع ممكنة لغشاء البكارة، وهذه الأنواع هي:
الحلقي.2- المطاطي "ويكون حلقي الشكل أيضاً".3- الهلالي.4- الغربالي.5- الهدبي.6- الفستوني.7- الحاجزي.
وأما النوع الذي ينتج عنه نزيف ملحوظ حقاً فهو النوع الحاجزي..أي نوع واحد من الأنواع السبعة، أي أن هذا النزيف الذي يحكى عنه يحدث فقط في حوالي 14.5%من الفتيات، وهو بالمناسبة ليس نزيفاً بمعنى تدفق الدماء المرعب كما تظن بعض الفتيات، ولكنه فقط يكون مرئياً كدم أحمر لا يشبه دم الدورة الشهرية، كما أنه يكون أقل لزوجة "أكثر سيولة" من دم الدورة الشهرية
وهذا يحدث بسبب مرور الأوعية الدموية المغذية لهذا النسيج "غشاء البكارة" في مكان واحد فيه مرتكز في الحاجز الذي يعبر القناة المهبلية بشكل طولي قاسماً تلك القناة إلى نصفين طولياً، وبالتالي، فإنه من البديهي أن يحدث انقسام في الأوعية الدموية الطولية المارة في داخل النسيج المكون لغشاء البكارة، وربما لأنها مركزة جميعها في مكان واحد، فانقسامها يفرز إذن فتحاً في سياقها مما ينتج عنه خروج مفاجئ لكميات ملحوظة من الدماء حتى يمر الوقت الذي يكفي لانقباضها ليتوقف خروج الدماء منها..
إذن فماذا عن بقية أنواع غشاء البكارة؟ بعض أنواع غشاء البكارة الأخرى تفتح أساساً بفتحة ليست بالصغيرة، ولذلك فهي تسمح بحدوث الجماع وانتهائه دون أن يحدث قطع في نسيج الغشاء ذاته، وأبلغ مثل على ذلك هو الغشاء المطاطي ذو الفتحة الحلقية، فهو يسمح بالدخول والخروح للعضو الذكري المنتصب، ولا ينفض إلا مع الولادة الطبيعية، ولذلك فإنه إذا حملت هذه الفتاة وولدت ولادة قيصرية فإن غشاء بكارتها لن يحدث له أي مكروه
أما النوع الحلقي غير المطاطي، فهذا النوع مثله مثل النوع الهلالي يحدث قطع تدريجي في نسيجه مع تعدد مرات الجماع، ولذلك فربما يحدث خروج لبعض نقاط الدم التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ويكون ذلك في أغلب الأحيان تدريجياً حيث إن ذلك يتم بشكل متكرر عبر مرات الجماع الأولى المتتالية، حتى يتم استقرار وضع النسيج الخاص بالغشاء على الوضع النهائي له، ويكون ذلك بوجود قطع فيه يمتد إلى جدار المهبل ويبدأ من الطرف المركزي لفتحة الغشاء حيث التمدد الأقصى بسبب الاحتكاك بالعضو الذكري أثناء الجماع.
النوع الغربالي وهو عبارة عن نسيج شبه كامل إلا من فتحات صغيرة منتشرة فيه تسمح بمرور دم الحيض وبالإفرازات المهبلية الأخرى، ونظراً لهذه الطبيعة وهذا الشكل السالف الإشارة إليهما، فإن هذا النوع أيضاً لابد أن ينتج عنه بعض النزيف الخفيف، والذي هو عبارة عن بضع نقاط من الدم الأحمر القاني قليل اللزوجة، ولكن في هذه الحالة يحدث ذلك مرة واحدة حيث إن فض هذا النوع من الغشاء يحدث منذ اللقاء الجنسي الأول والذي ينهي استمرارية النسيج الذي يكاد يسد القناة المهبلية إلا من الفتحات الصغيرة السابق الإشارة إليها.
النوعان الهدبي والفستونيهما متشابهان من حيث الشكل والتركيبة الخلوية إلا في قليل من التفاصيل التي لا مجال لذكرها هنا، وهذان النوعان يشبهان القماش "المكشكش" والذي نجد أطرافه مشرشرة، وعلى ذلك فإن فض هذين النوعين يكون عادة مع اللقاءات الجنسية المتكررة، أي أنه ليس من الضروري أن يفض ذلك الغشاء منذ اللقاء الجنسي الأول، وحتى أن يتم فإنه يفرز نقاط دم قليلة جداً، يحدث كثيراً أن يتم فقدانها في غياهب القناة المهبلية ذاتها أثناء استمرار الجماع بحيث تظهر أحياناً كإفرازات مكونة في اليوم التالي للجماع الأول، وتلاحظ في الملابس الداخلية للعروس، وأحياناً يمر إفرازها مرور الكرام دون ملاحظة أي شيء، ويظل العروسان معتقدين أن العروس لم تنزل دماً، وربما يوسوس الشيطان بما يسوء آنذاك، وربما تغلق العروس على نفسها وتظل تبحث في تاريخها عما قد يكون حدث لها في طفولتها دمر عذريتها. وأحياناً ما تسأل أمها وتوسع دائرة القلق لتشمل أطرافا ًأخرى، وكل ذلك بسبب الجهل بمجريات الأمور وبالأسانيد العلمية لهذه الحقائق التي يجب أن يعرف عنها العروسان كل شيء وأكرر كل شيء قبل زفافهما..
وهناك أيضاً عوامل أخرى أكثر شمولية تؤثر في الدم الذي قد ينتج، وقد ينتج من الجماع الأول، ذلك بأن الفتاة التي تتصف بانخفاض في ضغط الدم يكون نزفها أقل في احتمال الحدوث وفي كميته إذا كان غشاؤها من النوع الذي لابد معه من حدوث النزيف، أيضاً خوف الفتاة من الجماع الأول -وهو شيء دائما ما نجده في العروس في مجتماعتنا- يسبب انقباضاً في الأوعية الدموية الطرفية بسبب نشاط الجهاز العصبي السيمباثاوي، مما ينتج عنه أيضاً قلة في احتمال وكمية النزيف الناتج عن فض غشاء البكارة..
أيضاً قد يحدث النزيف وربما يكون شديداً بسبب إصابة أماكن وأنسجة مجاورة لغشاء البكارة بالضرر المباشر الناتج عن العنف في أداء الجماع الأول الذي قد يحدث أيضاً نتيجة لتوتر العريس الذي يلقي عليه المجتمع بتلك المسئولية الرهيبة في هذه الليلة، فإذا حدث ذلك فإن جيلاً بأكمله من الفتيات قد يصاب بالتشنج العصبي المهبلي اللاإرادي الذي كثيراً ما يصيب الفتيات كنتيجة مباشرة لقصة مثل التي أشرت إليها والتي حتى الآن وبعد أن مرت 5 سنوات على بداية القرن الحادي والعشرين، تعتبر مفخرة للفتاة ودليل على عفافها وعذريتها، ولا ننسى هنا أن نشير إلى أن أصابع الاتهام دائما موجهة إلى غشاء البكارة فيما يختص بالنزيف الغزير والألام الشديدة.. ويعلم الله أن غشاء البكارة من كل هذه التهم براء..
أرجو أن يكون هذا العرض لماهية غشاء البكارة وأنواعه وخلفياته قد أجاب عن تساؤلاتكم بخصوصه... وفقنا الله وإياكم لما فيه خير دنيانا وديننا.
هل العادة السرية يمكن أن توسع غشاء البكارة عند الفتاة وبالتالي لا ينزل دم من هذه الفتاة عند اللقاء الجنسي الأول؟
إن العادة السرية تمارسها الفتيات عن طريق الاحتكاك الخارجي أي عن طريق الاحتكاك بالأعضاء الجنسية الخارجية لدى الفتاة، وذلك لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بغشاء البكارة، حيث يوجد هذا الغشاء على عمق 2.5 سم من الفتحة الخارجية للمهبل، فضلاً عن أنه لا يوجد ما يسمى بـ"توسيع غشاء البكارة" فهذا التعبير غير طبي وغير دقيق بالمرة، وعلى ذلك فليس هذا سبباً لعدم نزول الدم من الفتاة حال اللقاء الجنسي الأول، ولكن يوجد أسباب كثيرة أخرى، كما أشرنا سابقا.