Saturday, July 7, 2007

الشذوذ الجنسي

أريد أن أسأل وفي عجالة عن موضوع الشذوذ الجنسي؟ ما أسبابه؟ وهل صحيح ما يقال -وأنا لا أصدقه- من أن الإنسان يولد فيجد في نفسه ميلا لنفس جنسه على غير العادة؟ وهل الشاذ جنسياً مريض؟ وهل مرضه نفسي أم عضوي؟ وهل هو مريض محاسب أم لا؟

إن سؤالك طويل وجامع وتحتاج الإجابة عنه لملازم وربما كتب، ولكني سأحاول اختصار الإجابة بحيث تكون قصيرة ومفيدة :
1- أسباب الشذوذ الجنسي كثيرة ومتعددة، ولا يمكن حصرها في سطور مهما كثرت وهناك أيضاً بعض النظريات المختلفة باختلاف الظروف والمعطيات مثل الثقافات والديانات ووجهات النظر في الميول الجنسية أما عن أهم أسبابه وأكبرها اثنان: الأول هو التعرض للتحرش أو الممارسة الجنسية أثناء الطفولة، بحيث تتم برمجة الجهاز العصبي على الإحساس بالرغبة والاستمتاع الجنسي أما السبب الثاني فهو النفور من الجنس الآخر، مثل التعرض لتجربة قاسية أو مؤلمة أو اعتداء بدني أو نفسي من الجنس الآخر فتحدث أيضاً برمجة للجهاز العصبي ولكن بشكل عكسي فيكره الشخص الجنس الآخر فيتولد الميل العاطفي عنده تجاه نفس الجنس ثم تتوالى التبعات...
2- أما عن كون الإنسان يولد فيجد نفسه هكذا، فلك كل الحق يا صديقي في ألا تصدق هذا الكلام فتعالى الله عن أن يخلق خللاً نفسياً في أحد، ولكنه شيء إن وجد فإنه انحراف نفسي يجب الانتباه له وعلاجه.
3- نعم الشاذ جنسياً مريض، ومرضه يبدأ نفسياً ثم يتحول إلى المرض العضوي بحكم الأمراض المنقولة بين الممارسين، وأيضاً الخلل الذي يصيب العضلة الدائرية المحيطة بفتحة الشرج والتي تفقد القدرة على الانقباض والانبساط تدريجياً فيتحول المرض إلى عضوي مؤلم نفسياً بسبب عدم القدرة على التحكم في خروج الغازات ثم البراز، فياللمهانة... وهنا أريد أن أنبه إلى أن من منكم يطلع على المصادر الأجنبية الأوروبية منها والأمريكية على وجه الخصوص سيجد كلاماً مخالفاً لذلك إذ أن الشذوذ الجنسي لم يعد يعتبر خللآ الآن من وجهة نظرهم ولكنه ميل نفسي يكون الإنسان حراً في تحديد وجهته فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي موضوع سؤالك هذا تحديداً أريد أن أعلمكم يا أصدقائي في كل مكان أن يكون مرجعنا الأول إلى الله سبحانه وتعالى وحكمه وكلامه وشرعه الذي نزل على أنبيائه وقد أجمعت هذه الأحكام والشرائع كلها على تحريم الممارسات الجنسية الشاذة، والتوعد لهذه الأفعال الشنعاء بغضب الله سبحانه وتعالى وعذابه الشديد.. وهذا يحسم الأمر فمادام الله لم يرفع الحرج عن هؤلاء القوم فهم آثمون آثمون آثمون لا محالة، وعلى ذلك فعليهم التوبة الفورية النصوح والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، والإقلاع عن هذه المعاصي الكبيرة.
4- أما عن كونه محاسب أم لا ففي الإجابة السابقة كما أعتقد استيفاء لهذه النقطة، ولتقريبها من الفهم دعني أمثلها لك بمثال قريب إلى الإدراك وهو مثال مدمن الخمر مثلاً فهو يأتي كبيرة شنعاء وبشكل متكرر حتى أدمنها، والإدمان أيضاً مرض نفسي ثم ينقلب إلى عضوي بسبب أضرار الخمر، فهل نقول إن مدمن الخمر مريض وليس عليه حساب؟!