Saturday, July 7, 2007

ما الإنتصاب

من الواضح أن هذا السؤال من إحدى الصديقات التي حيرتها هذه الكلمة التي طالما قرأتها في مصادر مختلفة أو سمعتها على مختلف الألسنة، ولكن من النافع والمفيد أن يستفيد سائر القرّاء من الإجابة على حدٍ سواء..
ولنبدأ حكاية الانتصاب من بدايتها، فالانتصاب هو الاستجابة الجسدية العضوية للإثارة الجنسية، ويكون ذلك تبعاً لتطوّرات الدورة الجنسية، فأولاً يحدث التنبيه الحسّي ذو الطابع الجنسي، فتصل الإشارات العصبية التي تحمل هذا المعنى إلى المركز المعني في الجهاز العصبي، والذي يُصدر أوامره بدوره إلى الغدد المختصّة بإفراز المواد الكيمياوية الّلازمة من هرمونات إلى غازات إلى إنزيمات.....ثم يسري كل ذلك في الدم وتستجيب الأعضاء المعنية بوجهٍ خاص لهذه الغازات السائلة والهرمونات، وأهمها غاز أوكسيد النيتريك، الذي يؤثّر على مستقبلات عصبية خاصة به موجودة بشكلٍ كبير في الأنسجة الانتصابية الموجودة بدورها في الجزء العلوي من العضو الذكري، وفي عضو البظر والشفرين الصغيرين عند المرأة، ولكن الانتصاب المعروف بشكلٍ أكبر هو الانتصاب الذكري حيث الطرف الإيجابي في العلاقة الزوجية، وحيث الوضوح بشكلٍ جلي وصريح. فماذا يحدث إذن؟.. يعمل أوكسيد النيتريك والمستقبلات التي تتعاون معه على فتح جميع البوّابات والصمامات الموجودة في الأوعية الدموية في المنطقة التناسلية على مصراعيها، بحيث يتدفّق الدم في الجسمين الكهفيين في العضو الذكري.. وهما اللذان يكوّنان القِوام الصلب للعضو المنتصب، فيتحوّل العضو من كيان قصير ولين ومنكمش إلى آخر أطول وأعرض وأصلب، كما أنّه يغير اتجاهه من السفلي، والذي ينتج عن عدم صلابة العضو في وضع الاسترخاء، فيتجه لأسفل بفعل وزنه الذي تجذبه الجاذبية الأرضية، أمّا حال امتلائه بالدماء، فهو يعود لحجمه واتجاهه الأصليين، هذا الاتجاه الذي خرج به من الجسم حال تخليقه وهو للأمام ولأعلى قليلا بحيث يصنع مع الجدار الأمامي للبطن زاوية مقدارها 45ْ-55ْ وهي نفس زاوية ميل القناة المهبلية أيضا مع الجدار للبطن، فسبحان الله العظيم. ومما هو جدير بالذكر أن الانتصاب الأنثوي يحدث بنفس الطريقة ولكن في عضو البظر والشفرين الصغيرين بمقدار أحجامها....أعتقد أن هذه معرفة كافية وشبه وافية عن الانتصاب.